الاساس الثالث :المال مال الله تعالى,و للبشر حق الانتفاع:
الملك الحقيقي لله تعالى:اذا كان الله تعالى خالق الكون بكل ما فيه ;فان هذا يقتضي ان يكون هو الملك الحقيقي له(ولله ملك السموات و الارض)]المائدة17[

* وللبشر حق الانتفاع : اما البشر فلهم حق الانتفاع والاستغلال ,فلهم جميعا ان ينتفعوا به يستغلوه و يعملوا فيه.قال تعالى(هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء و الارض)]فاطر3[ * و ان حق البشر في انتفاع بما في ايديهم من مال الله هو الحق الوحيد لهم على هذا المال. * * * كيفيه الانتفاع:قد يكون الانتفاع في المال باستغلاله و استثماره كما الحال في الاراضي الزراعيه,و قد يكون باستهلاك المال كما في المطاعم و الشراب و الثمار, و قد يكون بالتصرف في المال تصرفا شرعيا كالبيع و الوصيه و الهبه. * قيود حق الانتفاع:وحق الانتفاع بمال الله تعالى ليس حقا مطلقا,و انما هو مقيد بقيود. * (كلوا و اشربوا ولا تسرفوا)]الاعراف[31 * ويترتب على هذا الاساس: * 1: ان تصرف الانسان في المال و استغلاله يجب ان يكون في حدود ما شرعه الله . * 2:وجوب اداء الحقوق المتعلقه في المال الذي جعله الله تعالى مانه في يد البشر.

* الاساس الرابع:الاخلاق و القيم الاخلاقيه: الترابط بين العقيده و الاخلاق:تمتزج العقيده في الاخلاق فتهذب النفس, و تربي الضمير, كما تجعله يسعى لاداء الواجبات اللتي اوجبها عليه الاسلام,فيسعى عندئذن و يعمل و هو يعرف ان عمله عباده فيسد حاجته و حاجه من يعولهم;ولذلك نهى النبي الكريم صلى الله عليه و سلم عن التسول فقال:اليد العليا خير من اليد السفلى. * و قال صلى الله عليه و سلم:ان كان خرج يسعى على ولده صغارا فهو في سبيل الله,و ان كان خرج على نفسه يعفوها فهو في سبيل الله.

* كما ان العمل و السعي يحقق مصلحه و فائده للمجتمع كله. * و لذلك لا يجوز في الاسلام ان نقطع الصله بين الاقتصاد و الاخلاق * من الامثله على ذالك:تحريم التجاره في الخمر و المسكرات,و تحريم الميسر و القمار و تحريم التعامل بالربا. * وهذا الاساس الاخلاقي يميز النظام الاقتصادي الاسلامي عن النظم الاخرى لانه يحقق العدل بين الناس,ويعطي مفهوما جيدا لنظريه القيمه في الاقتصاد,و يملئ الفراغ الفكري اللذي يظهر نتيجه ’آليه التصنيع ‘, و يخفف من غلواء النظريات الماديه و التهافت على الربح السريع من اي طريق كان حتى ولو كان على حساب مصالح المجتمع و اخلاقه.